ما هي البيتكوين؟ كيف تعمل؟ ما الذي يؤثر على سعرها؟

ما هي البيتكوين؟ كيف تعمل؟ ما الذي يؤثر على سعرها؟
تملك البيتكوين قدرة عالية على إثارة النقاشات الحماسية والارتباك بين أغلب مستخدمي الإنترنت أكثر من أي تكنولوجيا أخرى في هذا العصر. وقد صارت هذه العملة الإلكترونية مصدرًا مُستمرًا للاهتمام والارتباك في نفس الوقت منذ تاريخ دخولها إلى خط العملات الإلكترونية قبل خمس سنوات.
والاهتمام بالبيتكوين الآن يزداد أكثر من أي وقتٍ مَضى، حيث ارتفعت قيمتها الآن لأعلى من 10,000$ وهي قفزة عالية جديدة. وجعلت هذه القفزات المتكررة لسعرها المشترين الأوائل لها -الآن- أغنياء وفي طبقة المليونيرات.
ولكن لماذا؟ هل البيتكوين هي عملة المستقبل؟ هل هي عملة بالأساس؟ في ماذا تستخدم؟ وهل يجدر بنا شراء المزيد منها؟ اقرأ هذه المقالة لتعرف على بعض الإجابات للأسئلة أعلاه.
ما هي البيتكوين؟
هي عملة رقمية اخترعت في عام 2009 حيث تستخدم تكنولوجيا لامركزية لتأمين المدفوعات وتخزين الأموال التي لا تتطلب بنوكًا أو لا تكون مرتبطة بأسماء أناس معينين. وقد تم الإعلان عنها عبر تعميم بالبريد الإلكتروني على أنها وسيلة لتحرير الأموال بطريقة مثلما جعل الإنترنت المعلومات مجانية.
كيف تعمل؟
ترتكز البيتكوين على قاعدة بيانات عامة تسمى سلسلة الكتل[1] (Blockchain) والتي تحمل بدورها سجلا لامركزيا لجميع المعاملات التي يتم يحدثها وينفذها جميع مستخدمي الشبكة.
ولصناعة البيتكوين، يجب على المستخدمين إنشاء كتل على الشبكة. تُبنى كل كتلة منها بطريقة مُشفّرة من خلال تسخير قوة حواسيب المستخدمين ومن ثم إضافتها إلى سلسلة الكتل، مما يتيح للمستخدمين الكسب عن طريق الاستمرار في تشغيل الشبكة.
ويعتمد الحد المسموح بهاء لإنشاء البيتكوين على النظام حتى لا يتمم تخفيض قيمتها. والحد الأقصى للكمية أقل من 21 مليون عملة بيتكوين. وهناك حاليا ما يزيد عن 16.7 مليون عملة منها يجري تداولها، والتي كانت قيمتها تقريبًا 10,700$ في وقت كتابة هذا التقرير.
ما الذي يؤثر على سعرها؟
وقد قفز سعر البيتكوين صعودا وهبوطا منذ أن دخلت السوق في عام 2013، حيث ارتفعت أسعارها وقتها بنحو 10,000% قبل انهيار إم تي جوكس[2] (Mt. Gox)، والتي كانت أكبر شركة صرافة لعملة البيتكوين على الانترنت، مما حطّم سوقها.
وتراجعت الأسعار ببطء بعد ذلك، ولكنها ارتفعت منذ ذلك الحين مرة أخرى. ويعود هذا إلى حد كبير إلى بعض الشخصيات الرسمية التي تظهر داعمة للبيتكوين وأيضًا بسبب ظهور عروض العملة الأولية (وسيلة للمشاريع لجمع المال عن طريق بيع رموز التشفير المماثلة لبيتكوين). يعتقد كثير من المتشككين أننا في نعيش في منتصف مرحلة فقاعة بيتكوين جديدة في حين يقول المدافعون إننا نشهد بداية ظهور عصر البيتكوين.
من هو ساتوشي ناكاموتو؟
ساتوشي ناكاموتو هو الخالق الغامض للبيتكوين وسلسلة الكتل. وعلى الرغم من المحاولات التي لا يمكن حصرها للكشف عن الشخص أو الأشخاص الذين يقفون وراء الاسم، فإن هويتهم ما تزال بعيدة المنال.
كانت هناك محاولات فاشلة عديدة لبعض الصحفيين للكشف عن مؤسس بيتكوين. ففي حادث رفيع المستوى في عام 2014، انطلقت مجلة نيوزويك (Newsweek) بلقاء خاص مع دوريان ناكاموتو (رجل ياباني أمريكي يبلغ من العمر 64 عاما) على أنه هو الشخص وراء البيتكوين، ولكن هذه القضية انتهت بعد التدقيق في المعلومات، وانتهت بمطاردة سيارات وبدحض ناكاموتو الحقيقي لادعاءات دوريان.
وكان كريغ رايت آخر المتقمّصين، وهو أكاديمي أسترالي سابق، وادعى أنه مخترع البيتكوين. وقد كتب رايت عددًا من المقالات على مدونتهِ وأجرى مقابلات مع موقع وايرد (Wired) وبي بي سي (BBC) والاقتصادي (Economist) في عامي 2015 و2016 في محاولة منه لجذب الأضواء تجاهه.
وبعد أن فشل رايت في تقديم دليل لا يرقى إلى الشك، قدّم رسالة اعتذار يقول فيها: “اعتقدت أنه سيكون بإمكاني أن أضع سنوات من عدم الكشف عن هويتي خلفي، ولكن ومع تكشف أحداث هذا الأسبوع وبعدما كنت على استعداد لنشر إثبات دخولي إلى أول المفاتيح، لم يعد بإمكاني الاستمرار، لا أملك الشجاعة لذلك ولن أستطيع”.
كم عدد الناس الذين يستخدمون البيتكوين؟
تدّعي منصة Blockchain.info (أكبر منصة تخزين بيتكوين) أن لديها أكثر من 19 مليون حاملي محافظ عملات معمّاة[3]، وقد تضاعف هذا العدد تمامًا حيث كان فقط 10 مليون في بداية عام 2017.
في ماذا يتم استخدامها؟
لدى البيتكوين مجموعة واسعة من الاستخدامات، تتضمن تمويل الشركات واستثمار النقد وتحويل الأموال دون رسوم. وترتبط هذه العملة عادة بالنشاط الإجرامي مثل الاتِّجار بالمخدرات والجرائم الإلكترونية وغسيل الأموال، لأنه يكاد يكون من المستحيل ربط أي محفظة بيتكوين بأي فرد.
أيجدر بي الاستثمار في البيتكوين؟
تعد البيتكوين مَحمية ضد الاحتيال والسرقة من خلال مجموعة عمليات منفصلة ولامركزية، فضلا عن كونها خالية من رسوم المعاملات. كما أنها أعطت عائدات كبيرة لبعض المستثمرين، ومع ارتفاع سعرها من بضعة دولارات في بداية عام 2013 إلى 1,100 $ بحلول نوفمبر تشرين الثاني، فإن مَنْ استثمر بـ 2,500$ قبل خمس سنوات قد صارَ اليوم مليونيرًا.
اليوم، وبعد سنوات قليلة من الانطلاق، ارتفع سعر البيتكوين مقابل الدولار الأمريكي مرة أخرى، وبلغ ذروته عند 10,000$، ولكن هذا السعر انخفض في الماضي وترك الناس مفلسين، فهل سيبقى كما هو؟ أم سيهبط مُجددًا؟ لا أحد يعلم.
المصدر:
ترجمة – أنس ابو سمحان لصالح موقع احمد ناصر بالعربي
[1] قاعدة بيانات موزعة تمتاز بقدرتها على إدارة قائمة متزايدة باستمرار من السجلات المسماة (كتل). تحتوي كل كتلة على الطابع الزمني ورابط إلى الكتلة السابقة. صُممت سلسلة الكتل بحيث يمكنها المحافظة على البيانات المخزنة ضمنها والحؤول دون تعديلها، أي أنه عندما تخزن معلومة ما في سلسلة الكتلة لا يمكن لاحقاً القيام بتعديل هذه المعلومة.
[2] كانت شركة صرافة لعملة البيتكوين مقرها في طوكيو، باليابان، تأسست في يوليو 2010، وفي عام 2014 كانت تستحوذ على أكثر من 70% من تحويلات البيتكوين بالعالم وأصبحت أكبر سوق لصرف البيتكوين في العالم. في فبراير 2014، أوقفت إم تي جوكس التداول، وأغلقت موقعها على شبكة الإنترنت، وأعلنت إفلاسها. في أبريل 2014، بدأت الشركة إجراءات التصفية. وأعلنت الشركة عن فقد حوالي 850,000 بيتكوين المملوك لعملائها أي ما يساوي قيمته 450 مليون دولار وعلى الأرجح فقد تمت سرقتهم.
[3] العملة المعماة أو (المشفرة) (بالانجليزية: Cryptocurrency) عبارة عن عملة رقمية تستخدم في علم التعمية بغرض أمني لحماية التعاملات الافتراضية والتحكم بإنشاء وحدات جديدة ولذلك يكون من الصعب تزييف تلك العملة، وتعتبر وسيطًا للتبادل الافتراضي (إلكترونيا) وأيضا فرعا من العملة البديلة.
تفضيل